للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحق والباطل، وأنا مجسمة وأنا نكفر الناس على الإطلاق أهل زماننا، ومن بعد الستمائة الأ من هو على ما نحن عليه, ومن فروع ذلك: أنا لا نقبل بيعة أحد إلا بعد التقرر عليه، أنه كان مشركا وأن أبوية ماتا على الشرك بالله، وأنا ننهى عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ونحرم زيارة القبور المشروعة مطلقا، وان من دان بما نحن عليه سقطت عنه جميع التبعات، حتى الديون، وأنا لا نرى حق أهل البيت رضوان الله عليهم، وأنا نجبرهم على تزويج غير الكفء لهم، وأنا نجبر بعض الشيوخ على فراف زوجته الشابة، لتنكح شابا إذا ترافعوا إلينا فلا وجه لذلك.

فجميع هذه الخرافات وأشباهها لما استفهمنا عنها من ذكر "١" أولا: كان جوابنا في كل مسألة من ذلك: {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} فمن روي عنا شيئا من ذلك أو نسبه إلينا، فقد كذب علينا وافترى، ومن شاهد حالنا وحضر مجالسنا وتحقق ما عندنا علم قطعا أن جميع ذلك وضعه علينا وافتراه أعداء الدين، وإخوان الشياطين، تنفيرا للناس عن الإذعان بإخلاص التوحيد لله بالعبادة وترك أنواع الشرك الذي نص عليه بأن الله لا يغفره ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء.

فأنا نعتقد أن من فعل أنواعا من الكبائر، كقتل المسلم بغير حق والزنا وشرب الخمر وتكرر منه ذلك أنه لا يخرج بفعله ذلك عن دائرة الإسلام، ولا يخلد به في دار الانتقام إذا مات موحدا تجميع أنواع العبادة، والذي نعتقده أن رتبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أعلى مراتب المخلوقين على الإطلاق وأنه حي في قبره حياة برزخية أبلغ من حياة الشهداء المنصوص عليها في التنزيل، إذ هو أفضل منهم بلا ريب وانه يسمع سلام المسلم عليه وتسن زيارته صلى الله عليه وسلم إلا أنه لا يشد الرحل إلا لزيارة المسجد"٢" والصلاة فيه،


١ من ذكر أولا يريد به حسين بن محمد بن الحسين الإبريقي الحضرمي ثم اللحياني.
٢ لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا بشد الرحال إلا إلي ثلاثة مساجد" الحديث.

<<  <   >  >>