للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وبلغ سليمى حاجة لي مهمة ... وكن بعدها عن سائر الناس أعجما١

وقال بعضهم: "إذا شربت النبيذ فاشربه مع من يفتضح هو، لا مع من يفتضح به".

المحدثون: سعى علي٢ بن عيسى بن ماهان إلى الرشيد بالفضل بن يحيى٣ فرمى بكتابه إلى جعفر٤ وقال: أجبه، فكتب على ظهره: حفظك الله يا أخي، وحبب إليك الوفاء فقد أبغضته، وبغض إليك الغدر فقد أحببته، إن حسن الظن بالأيام داعية الغير٥، والله المستعان.

وقال محمد٦ بن إسرائيل بن محمد بن إسرائيل القاضي: قال لي مجنون يكون في الخرابات٧: يا إسرائيل، خف الله خوفاً يشغلك عن الرجاء؛ فإن الرجاء يشغلك عن الخوف، وفر إلى الله ولا تفر منه.

وقال ابن السماك٨: لأن أكون في السوق وقلبي في المسجد أحب إلي من أكون في المسجد وقلبي في السوق.


١ النسيم: الريح الطيبة، هبط: نزل وانحدر، المهم: الأمر الشديد، وأهمه الأمر: أقلقه وأحزنه، الأعجم: الذي لا يفصح وهو الذي في لسانه عجمة لا يبين كلامه.
٢ من كبار القواد في عصر الرشيد والأمين، وهو الذي حرض الأمين على خلع المأمون من ولاية العهد، وتولى قتال جيوش المأمون، وقتل سنة ١٩٥هـ.
٣ وزير الرشيد وأخوه في الرضاع وولاه خراسان سنة ١٧٨هـ، ثم قبض عليه في نكبة البرامكة عام ١٨٧هـ، فسجن وتوفي في سجنه بالرقة عام ١٩٣، وكان مولده عام ١٤٨هـ.
٤ جعفر بن يحيى البرمكي وزير الرشيد، يوصف بفصاحة المنطق وبلاغة القول وكرم اليد والنفس. راجع "١٨٠/ ١ بيان"، وقتل سنة ١٨٧هـ.
٥ غير الأيام: أحداثها ونوائبها.
٦ أديب عالم ومن بيت مجد ونفوذ، وزر أحمد بن إسرائيل للمعتز وقتل عام ٢٥٥هـ، وكان محمد معاصرًا لابن المعتز.
٧ جمع خربة؛ وهي ما أفقر وخلا من الديار.
٨ ناسك زاهد ورع، توفي في عصر الرشيد، وله أحاديث وعظات مع الرشيد، وتوفي عام ١٨٥هـ.

<<  <   >  >>