للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تبكي السماوات إذا ما دعا ... وتستعيذ الأرض من سجدته

إذا اشتهى يوماً لحوم القطا ... صرعها في الجو من نكهته١

وقال آخر "من الطويل":

وأقسم لو خرت من أستك بيضة ... لما انكسرت من قرب بعض إلى بعض٢

وقيل٣ في كثير وكان قصيراً "من الطويل":

قصير القميص فاحش عند بيته ... يعض القراد باسته وهو قائم٤

وقال آخر "من البسيط":

يا حابس الروث في أعفاج بلغته ... خوفًا على الحب من لقط العصافير٥

وقال أبو نواس يصف قدراً صغيرة "من الطويل":

يغص بحيزوم الجرادة صدرها ... وينضج ما فيها بعود خلال

وتغلى بذكر النار من غير حرها ... وتنزلها عفواً بغير جعال

هي القدر قدر الشيخ بكر بن وائل ... ربيع اليتامى عام كل هزال٦


١ القطا: جمع قطاة؛ وهي طائر معروف. صرعه: أي ضرعه. النكهة: هي ريح الفم.
٢ المعنى: أنه قصير مفرط في القصر قريب من الأرض قربًا غير مألوف. وينسب البيت لكعب بن جعيل، وهو به أشبه.
٣ وينسب البيت للحزين الكناني الدؤلي.
٤ قصر القميص كناية عن قصر الرجل، فاحش عند بيته: أي إذا كان في أهله وأمن شر الناس نطق بالفحش وعمل به، والقراد: واحد القردان. ويصفه بالفحش والجبن وبالقماءة وإفراط القصر.
٥ الأعفاج: جمع عفج؛ وهو مسلك الفضلات في جسم الدابة، يصفه بالبخل والشح الشديد.
٦ الغصة: الشجا، وغص بالطعام يغص، الحيزوم: الصدر، الجرادة: واحد الجراد. والضمير في صدرها يعود إلى القدر. نضج اللحم ينضج: إذا أدرك، الخلال: العود الذي يتخلل به، الجعال: خرقة ينزل بها القدر. الهزال: يريد به القحط، يتهكم الشاعر بهذه القدر ويصور صغرها في صورة فيها جمال وسخرية.

<<  <   >  >>