للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال اسحاق بن إبراهيم الموصلي: قالت سعدة١ بنت عبد الله بن سالم: لقيت سكينة٢ بنت الحسين -صلوات الله عليه- بين مكة والمدينة، فقالت٣: قفي يابنت عبد الله، ثم سفرت عن وجه ابنتها٤، وإذا هي قد أثقلتها بالدر، وقالت: ما ألبستها إياه إلا لتفضحه٥. وكانت امرأة من العجم حسناء، فكانت لا تظهر من بيتها إذا طلع القمر والشمس، فقيل لها في ذلك، فقالت: أخاف أن تكسفانى.

وقال الفرزدق يصف إبلهم "من الطويل":

ألم تعلما يابن المجشر انها ... إلى السيف تستبكي إذا لم تعقر٦

وقال هدبة٧ العذري "من الطويل":


١ سيدة كريمة من سيدات الحجاز ووالدة شعيب بن صخر توفيت في القرن الهجري الأول.
٢ نبيلة هاشمية كريمة شاعرة، تزوجها مصعب بن الزبير فمات، وتزوجها بعده سواه، وتوفيت سنة ١١٧هـ.
٣ أي: سكينة.
٤ أي: ابنة سكينة، ومر الرباب بنت مصعب بن الزبير المتوفى عام ٧٢هـ.
٥ في الأغاني "١٧/ ١٦٤، ١٦٥" هذه الرواية الأدبية عن شعيب بن صخر عن أمه سعدة بتفصيل.
٦ الضمير في أنها يعود إلى الإبل. عقر البعير بالسيف وعقره به بالتشديد أي: ضرب به قوائمه، يقول: إن إبلنا اعتادت فعل الكرم حتى إنها لتبكي إذا لم تنحر في المكرمات، والألف في "تعلما" مقلوبة عن نون التوكيد الخفيفة.
٧ هو هدبة بن الخشرم الشاعر المفلق، كان كثير الأمثال في شعره، قتل ابن عم له أيام معاوية فحبس خمس سنين، ثم قتله ابن المقتول عام ٥٤هـ أخذًا منه بثأر أبيه، ومن شعره في الحبس:
عسى الكرب الذي أمسيت فيه ... يكون وراءه فرج قريب

<<  <   >  >>