للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أبو دؤاد الإيادي: رأس الخطابة الطبع، وعمودها الدربة، وجناحاها رواية الكلام، وحليها الإعراب١.... إلخ، ويقول الخليل: كل ما أدى إلى قضاء الحاجة فهو بلاغة، فإن استطعت أن يكون لفظك لمعناك طبقًا ولتلك الحال وفقًا آخر كلامك لأوله مشابهًا وموراده لمصادره موازنة فافعل، واحرص أن تكون لكلامك متهمًا وإن ظرف٢، ووصية أبي تمام للبحتري تدخل في هذا الباب٣، ويقول عبد الملك بن صالح م١٩٩هـ: البلاغة معرفة رتق الكلام وفتقه٤، وقال ابن الرومي: البلاغة حسن الاقتضاب عند البداهة والغزارة عند الإطالة٥، ويقول البحتري: خير الكلام ما قلَّ وجلَّ ودلَّ ولم يمل٦، ويقول الثعالبي بعد: خير الكلام ما قل ودل وجل ولم يمل٧، ويقول ابن الأعرابي: البلاغة التقرب من البغية ودلالة قليل على كثير٨.

جـ- وأما الطبقة الثالثة فهي طبقة المفكرين والمثقفين الذين تثقفوا بثقافة أجنبية واسعة، وتأثروا كل التأثر بآداب الأمم الأخرى، وترجموا آراءهم في البيان ومناهجه إلى اللغة العربية، أو ألفوا كتبًا تبحث في هذه الاتجاهات، وهؤلاء قد عاشوا في البيئة الإسلامية، وأثروا في النقد والأدب والبيان ودراساته وتطوره تأثيرًا واضحًا كبيرًا، ويمكننا أن نذكر شيئًا عن مجهود هذه الطبقة في خدمة البيان:


١ ١٤٧/ ١ زهر، ٥١/ ١ البيان.
٢ ٤٨ الرسالة العذراء.
٣ ١٥١/ ١ زهر.
٤ ٢٦٨/ ٣ البيان.
٥ ٤٥ صناعتين.
٦ ٣٦/ ١ المستطرف.
٧ ٢١٨/ ١ العمدة.
٨ ١٧/ ١ العمدة.

<<  <   >  >>