للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال الأفوه الأودى١ "من الرمل":

ملكنا ملك لقاح أول ... وأبونا من بني أود خيار٢

قال أبو سعيد: اللقاح من العرب الذين لا يدينون للملوك، وهو مأخوذ من لقاح الإبل؛ أي: هم مستغنون بما عندهم من العز عن غيرهم. وقال علقمة بن عبدة٣ "من البسيط":

بل كل قوم وإن عزوا وإن كرموا ... عرفهم بأثافي الشر مرجوم٤

وقال المسيب بن علس٥ "من المتقارب":

وإنهم قد دعوا دعوة ... يتبعها ذنب أهلب٦

وقال الأسود بن يعفر٧ "من الوافر":


١ شاعر جاهلي قديم، ورائيته -التي منها هذا البيت- في هجاء الجرهميين، جمعها صاحب الطرائف الأدبية.
٢ يفخر بحسب عشيرته ومجدهم وعزهم. واللقاح من العرب: هم الذين لا يدينون للملوك، وهو مأخوذ من لقاح الإبل؛ لأن الناقة إذا لقحت لم تطاوع الفحل.
٣ من بني تميم شاعر جاهلي عاصر امرأ القيس ومات قبل الهجرة بنحو سبعين عامًا.
٤ العريف: سيد القوم وهو النقيب دون الرئيس. الأثافي: هي الحجارة يحمل عليها القدر واحدتها أثفية واستعار للشر أثافي، يريد: أن الموت لا يترك زعيمًا ولا سيدًا مهما كان مجده ومنعة قومه، ويروى بدل الشر: الدهر.
٥ شاعر جاهلي قديم اسمه زهير بن علس والمسيب لقب له، وله في المفضليات قصيدة عينية مختارة "ص١٧ المفضليات".
٦ لعل المعنى أنهم أحدثوا بدعة لها عواقبها الوخيمة. والهلب: كثرة الشعر، والأهلب: الذي لا شعر له أيضًا.
٧ أعشى بني نهشل بن دارم شاعر جاهلي مشهور، وله قصيدتان مختارتان في المفضليات، وجمع ما بقي من شعره في ذيل ديوان الأعشى، وهو من سادات تميم ومن قوم الفرزدق، مات قبل الهجرة بأكثر من عشرين عامًا، وشعره فيه قوة وجزالة وطبع وحكمة.

<<  <   >  >>