للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومركز الظلم، بعد طول الإملاء١، وقلة المراقبة والارعواء٢. وقال آخر: الاستطالة٣ لسان الجهالة. وقال ذو الرياستين٤: الطب استدامة الصحة، ومرمة٥ السقم.

وكتب ابن مكرم٦ في تعزيته أحمد بن٧ دينار بأخيه: ليس لأهله وولده مرجع إلا غيرك، ولا مقيل٨ إلا في ظلك، فأنشدك الله فيهم؛ فإنه خربهم بعمارة مروّته٩. ولإبراهيم بن العباس١٠ في بعض كتبه: إن أحق من أشاد بنعمة، ناطقاً بلسان شكرها، من ألبس من نعمة أعز ملابسها، وحبى أفضل مواهبها، كتبت إليك وأمير المؤمنين من لين الطاعة، واتساق الكلمة، ممن في بلدانه وحواشي سلطانه، على ما يحمد الله عليه ويستزيده منه. وقال يحيى بن خالد: الشكر كفاء١١ النعمة، ولبعضهم: فأتيتك حين أنفد١٢ الصبر مدته، وبلغ المكروه غايته، ولم يبقَ من الستر إلا ما يشف دونه. ولبعضهم في رسالة:


١ الإملاء: الإمهال.
٢ الارعواء: الكف.
٣ الاستطالة: التطاول على الناس.
٤ هو الأفضل بن سهل وزير المأمون، ولي له الوزار وقيادة الجيش فلقب ذا الرياستين، مات مقتولًا عام ٢٠٢هـ.
٥ رم الشيء مرمة: أصلحه.
٦ محمد بن مكرم الكاتب، وله مع أبي العيناء أخبار مشهورة "٤٤٤ معجم الشعراء"، وتوفي نحو عام ٢٨٥هـ.
٧ من رجال الدولة العباسية وأعيانها، توفي نحو عام ٢٨٠.
٨ المقيل: النوم في الظهيرة.
٩ أي: مروءته، يريد: أن عائلهم كان جوادًا فلم يترك لهم مالًا مؤثرًا عمارة مروءته ولو كان فيها شقاء ذريته وإقتار أسرته.
١٠ الصولي الشاعر الكاتب البليغ، كان يلقب بكاتب العراق وتولى ديوان النفقات للمتوكل، وشعره مجموع في مجموعة الطرائف الأدبية، مات سنة ٢٤٣هـ.
١١ الكفء: النظير، وكفاه وكافأه: جزاه.
١٢ نفد الشيء: فَنِيَ، وأنفده: أفناه.

<<  <   >  >>