للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومنها ما رواه الفسوي: قال حدثني حرملة، أخبرني وهب، قال: حدثني الليث أن أبا النضر حدثه. قال: دسست إلى عمر بن عبد العزيز بعض أهله، أن قل له، إن فيك كبرًا، وأنه يتكبر. فقيل ذلك، فقال عمر: قل له لبئست ما ظننت إن كنت تراني أتوقى الدينار والدرهم مراقبة الله فأنطلق إلى أعظم الذنوب فأركبه، الكبرياء إنما هو رداء الرحمن، فأنازعه إياه ... ؟! "١.

ومن تواضعه أنه يخدم نفسه، بل يخدم جميع المسلمين عبيدهم وإمائهم، بل يصل تواضعه إلى أن يخدم جاريته، روى ابن الجوزي قال: حدثنا النضر بن سهيل، عن أبيه، قال: قال عمر بن عبد العزيز لجارية له: ياجارية روِّحيني، فأقبلت تروِّحه، فغلبتها عيناها فنامت، فأخذ المروحة وأقبل يروِّحها، فانتبهت فصاحت، فقال لها عمر: إنما أنت بشر مثلي أصابك من الحرِّ ما أصابني، وأحببت أن أروحك مثل الذي روَّحتني٢.

وكان عمر إذا دخل بيته يخدم أهله كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل، جاءت امرأة من العراق فدخلت على زوجته فاطمة، فجاء عمر فأقبل حتى دخل الدار، فمال إلى بئر في ناحية الدار، فانتزع منها دلاء صبَّها على طين، كان بحضرة البيت، وكان يكثر النظر إلى فاطمة فقالت لها


١ الفسوى المعرفة والتاريخ ١/٥٨١-٥٨٢.
٢ ابن الجوزي سيرة عمر ص٢١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>