للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الثالث: الآثار عن عمر في الحكم على الخوارج]

رأينا فيما سبق موقفه من مناظرة الخوارج، وسيتبين مما يأتي موقفه من الحكم عليهم. وقد اتسم موقفه في المناظرة ببيان الحق بدليله مع إحساس العزة من نفسه من غير كبر. وقد حكم على الخوارج بعد ما يئس من رجوعهم إلى الحق، والانضمام إلى أهله، بعد ما استعمل كل ما عنده من وسيلة شرعية لإقناعهم وهذا ما سيتبين بالآثار التالية.


٢٧٣/١- ابن الجوزي قال: حدثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: بلغني أن ناسا من الحرورية جمعوا بناحية من الموصل فكتبت إلى عمر بن عبد العزيز أعلمه بذلك فكتب إلي يأمرني أن أرسل إلي منهم رجالا من أهل الجدل وأعطهم رهنا وخذ منهم رهنا واحملهم على مراكب البريد إلي. ففعلت ذلك، فقدموا عليه، فلم يدع لهم حجة إلا كسرها فقالوا لسنا نجيبك حتى تكفر أهل بيتك، وتلعنهم وتتبرأ منهم. فقال عمر: إن الله لم يجعلني لعانا، ولكن إن أبقى أنا وأنتم فسوف أحملكم وإياهم على المحجة البيضاء. فأبوا أن يقبلوا ذلك منه فقال لهم عمر: إنه لا يسعكم في دينكم إلا الصدق. منذ كم دنتم بهذا الدين؟ قالوا: منذ كذا وكذا سنة. قال: فهل لعنتم فرعون وتبرأتم منه. قالوا: لا. قال: فكيف وسعكم تركه؟ ألا يسعني ترك أهل بيتي وقد كان فيهم المحسن والمسيء، والمصيب، والمخطئ؟ قالوا: قد بلغنا ما هاهنا

<<  <  ج: ص:  >  >>