للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يذكر غالب المؤرخين وغيرهم في سبب وفاة عمر بن عبد العزيز بأنه مات مسموما١، بينما ذهب آخرون إلى أن ذلك كان بسبب عزوفه عن مأكل طيب، ومشرب هني، يعوض بنيته ما تفقده من طاقة هائلة في العمل الذي لا يهدأ ليلا ونهارا، فلما أمسكت به علة -لم يحدد المؤرخون ٢ طبيعتها ولا فصلوا القول فيها - تشبثت بجسمه المنهك الضعيف عشرين يوما حتى كانت الوفاة٣.

وتوجد رواية عند أبي حفص الملاء مفادها أن أهل عمرلم يزالوا يراودونه على أخذ بوله ليعتبره الطبيب فيأبى ذلك، حتى أخذوه يوما في طست، وقلبوه في قارورة ونفذوه إلى الطبيب من حيث لا يشعر لمن هو. فأخذ الناس يعرضون عليه قواريرهم ويصف لهم ما يصف، حتى جيء


١ انظر ابن كثير البداية والنهاية ٥/٢٣٤، والذهبي سير أعلام النبلاء ٥/١٤٠، والطبري تاريخ الطبري ٥/٥٥٦، وابن عبد ربه العقد الفريد ٤/٤٣٢، وابن الجوزي ص٣٤٠، وأبو حفص الملاء ٢/٦٣٧.
٢ حددها ابن كثير بأنها "السل". انظر البداية والنهاية ٥/٢٣٤، وابن عساكر ٤٥/٢٧٤.
٣ انظر عمر بن عبد العزيز وسياسته في رد المظالم ص٢٥٤، تأليف ماجدة فيصل زكريا ط. مكتبة الطالب الجامعي مكة المكرمة عام ١٤٠٧هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>