للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشكر يستلزم المزيد قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} ١.

وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام حتى تورمت قدماه، فقيل له تفعل ذلك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: "أفلا أكون عبدا شكورا؟ "٢، وأمر صلى الله عليه وسلم معاذا بأن يقول دبر كل صلاة: "اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" ٣.

وما أثر عن عمر - رحمه الله تعالى- في هذا الجانب يبين منهج السلف في التعامل مع النعم التي ينعمها الخالق على عباده، ولا ريب أن شكر النعم رباط لبقائها والاستزادة منها، فكانوا دائما يلهجون بالشكر إلى الله في كل حين لأنهم يعلمون أن شكر النعمة يؤدي إلى رضى الله عز وجل، وأن عدم الشكر يؤدي إلى سخطه. كما بينت الآية التي ذكرناها آنفا، فمن وفقه الله إلى شكر النعم، فقد اعترف لله بفضله وبنعمته وقدرته


١ الآية ٧من سورة إبراهيم.
٢ البخاري مع الفتح ٣/١٤، رقم (١١٣٠) ومسلم بشرح النووي ٦/٢٩٦- ٢٩٧رقم (٢٨١٩) .
٣ أخرجه أبو داود ٢/٨٦،والنسائي ٣/٥٣، قال الحافظ ابن حجر وصححه ابن حبان، والحاكم. انظر البخاري مع الفتح ١١/١٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>