للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مخوف لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه"١، فأمر عليه الصلاة والسلام المسلم بأن يغلب جانب الرجاء عند الموت٢.

ويتضح أن بعض الآثار الواردة عن عمر ولا سيما التي قالها في مرض موته فيها تغليبه جانب الرجاء، وكل ما أثر عنه - رحمه الله تعالى - يدل على طريقة السلف الصالح في عبادتهم لربهم وخوفهم منه ورجائهم فيما عنده وهي الطريقة التي أشار إليها القرآن الكريم حين قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} ٣، فإن الجمع بين الخوف والرجاء هو من أحسن الطرق التي ينبغي أن يسير عليها المسلم، لأن عبادة الله بالخوف فقط كما يفعله الخوارج تؤدي إلى القنوط واليأس، وعبادته بالرجاء فقط يؤدي إلى التكاسل عن العمل كما هو الحال عند المرجئة، وطريقة السلف بخلاف ذلك حيث جمعوا بين الخوف والرجاء٤.

ويتبين من الأثر الأخير ما كان عليه عمر بن عبد العزيز من الخوف لله عز وجل، ومخافة التقصير في أمره مع الرجاء فيما عنده من أن يحله محل


١ مسلم رقم ٢٨٧٧، ٦/٣٢٩.
٢ انظر شرح العقيدة الطحاوية ٢/٤٥٨.
٣ الآية ٦٠ من سورة المؤمنون.
٤ انظر شرح العقيدة الطحاوية ٢/٤٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>