إن الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى- في هذا المبحث أثار تبين تبركه -رحمه الله - بآثار الرسول صلى الله عليه وسلم الباقية في عهده. والتبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم مما اتفق عليه أهل العلم قاطبة لأنه صلى الله عليه وسلم مبارك الأعيان والصفات، وبعد التحاقه بالرفيق الأعلى بقيت بعض الأشياء التي كان يستعملها، كبعض لباسه، ومقتنياته الشخصية، وبقية أظفاره وشعره، والقدح الذي شرب منه، وغير ذلك، فحرص عمر بن عبد العزيز -رحمه الله تعالى- على اقتناء بعض هذه الأشياء تبركا بها، وهذا تبرك مشروع، مع العلم بأننا الآن لا يمكن أن نثبت على وجه الجزم واليقين وجود هذه المقتنيات الخاصة به صلى الله عليه وسلم، وقد تبرك عمر بن عبد العزيز بالقدح الذي شرب منه النبي صلى الله عليه وسلم وهو تبرك مشروع، فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يشربون من القدح الذي شرب منه النبي صلى الله عليه وسلم، فأخرج البخاري في صحيحه عن عاصم الأحول قال: رأيت قدح النبي صلى الله عليه وسلم عند أنس بن مالك رضي الله عنه وكان قد انصدع فسلسله بفضة قال أنس: "لقد سقيت في هذا القدح أكثر من كذا وكذا"١.