للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه. والله عز وجل قادر على الأشياء التي خلقها ويخلقها لا يمتنع عليه منها شيء.

وكذلك ورد في الأثر اسم الله "اللطيف"، قال الله تعالى: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} ١.

ومعناه أن الله هو المحسن إلى عباده في خفاء وستر من حيث لا يعلمون، ويسبب لهم أسباب معيشتهم من حيث لا يحتسبون، ومعلوم أنه إنما يستحق هذا الاسم من يعلم دقائق المصالح وغوامضها، وما دق منها وما لطف، ثم يسلك في إيصالها إلى المستحق سبيل الرفق دون العنف. فإذا اجتمع الرفق في الفعل، واللطف في العلم تم معنى اللطف، ولا يتصور كمال ذلك في العلم والفعل إلا لله تعالى.

وورد في الأثر كذلك اسم الله تعالى "الخبير"، ومعناه أن الله هو الذي لا تعزب عنه الأخبار الباطنة وهو بمعنى العليم، لكن العلم إذا أضيف إلى الخفايا الباطنة سمي خبرة وسمي صاحبها خبيرا٢.


١ الآية ١٤ سورة الملك.
٢ انظر اشتقاق أسماء الله تعالى للزجاجي ص٣٩-٤٠، وص٤٣، وبدائع الفوائد ١/٢١. وانظر تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج ص٤٤- ٤٥، والمقصد الأسنى للغزالي ص٧٤، وص٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>