للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنت كما أثنيت على نفسك" ١، وفي الحديث القدسي: " ... إذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ... "٢.

فنفسه تعالى هي ذاته المقدسة، كما تبين ذلك من الكتاب والسنة، وبه قال عامة السلف، ولكن مع ظهور أدلة هذه الصفة وقوتها وعدم قبولها التأويل والتحريف حاولت الجهمية إنكارها. وقالوا: إن الله تعالى إنما أضاف النفس إليه على معنى إضافة الخلق إليه، وإن نفسه غيره، كما أن خلقه غيره.

وهذا لا يتوهمه ذو لب فضلا عن أن يتكلم به، فإن الله قد بين في محكم تنزيله أنه كتب على نفسه الرحمة، وحذر العباد نفسه، أفيحل لمسلم أن يقول: إن الله حذر العباد غيره؟ ٣.

فنفسه تعالى هي ذاته المتصفة بصفاته وليس المراد بها ذاتا منفكة عن الصفات، ولا المراد بها صفة للذات٤.


١ صحيح مسلم بشرح النووي ٢/١٥٢، رقم (٤٨٦) .
٢ متفق عليه صحيح مسلم بشرح النووي ٦/١٧٥، برقم (٢٦٧٥) ، والبخاري مع الفتح ١٣/٣٨٤، برقم (٧٤٠٥) .
٣ انظر كتاب التوحيد لابن خزيمة ص ٨.
٤ انظر مجموع الفتاوى ١٤/١٩٦، و٩/٢٩٢-٢٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>