للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيهم، فكتب إليه: أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله والاقتصاد في أمره ... وفيها: ... وما يقدر يكن، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن....١.

التعليق:

إن مما أثر عن عمر بن عبد العزيز هنا يدل دلالة واضحة على إثبات صفة الإرادة لله تعالى كما يليق بجلاله، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى واصفا قول أهل السنة في الإرادة وهو أن الله تعالى لم يزل مريدا بإرادات متعاقبة، فنوع الإرادة قديم، وأما إرادة الشيء المعين فإنما يريده في وقته٢. وكونه تعالى متصفا بصفة الإرادة هو صريح ما دل عليه الكتاب. قال تعالى: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} ٣، وقال عز وجل: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} ٤، وقال تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا


١ الشريعة للآجري ١/٤٤٣- ٤٤٥، وأخرجه أبو داود ٤/٢٠٢، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود برقم ٣٨٥٦.
٢ انظر: مجموع الفتاوى ١٦/٣٠٣.
٣ الآية ١٦ من سورة البروج.
٤ الآية ٨٢ من سورة يس

<<  <  ج: ص:  >  >>