للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التعليق:

يتبين من الآثار المتقدمة المأثورة عن عمر بن عبد العزيز إثبات صفة الغضب كما يليق بجلال الله وعظمته وهذه الصفة يثبتها السلف الصالح لدلالة الكتاب والسنة على ذلك قال تعالى: {وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} ١، وقوله عز وجل: {وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ} ٢.

وهناك عدد من آيات الكتاب المبين في إثبات هذه الصفة، ومذهب سائر الأئمة إثباتها كما أن هناك أحاديث تؤكد ما جاء في هؤلاء الآي من وصف الله بالغضب، كما يليق به وإن هذا الغضب يحدث في وقت دون وقت، ومن ذلك ما جاء في حديث الشفاعة الطويل وهو سبحانه يخبر عما يقوله الأنبياء اعتذارا للناس عند ما يتقدمون إليهم لطلب الشفاعة، فكل واحد منهم يقول: "إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله اذهبوا إلى غيري ... "٣، إلى آخر الحديث، والحديث يدل دلالة واضحة على إثبات صفة الغضب ومحل


١ الآية ٦١ من سورة البقرة.
٢ الآية ٩٣ من سورة النساء.
٣ البخاري مع الفتح ٦/٣٧١، برقم (٣٣٤٠) ، ومسلم ١/٤٢٨، برقم (٣٢٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>