للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زمانه أو بعده فينسخ بعض شريعته. ويحتمل أن يكون دعاؤه قومه إلى التوحيد بلغ بقية الناس فتمادوا على الشرك فاستحقوا العقاب، وإلى هذا نحا ابن عطية في تفسير سورة هود١ قال: وغير ممكن أن تكون نبوته لم تبلغ القريب والبعيد لطول مدته. ووجهه ابن دقيق العيد بأن توحيد الله تعالى يجوز أن يكون عاما في حق بعض الأنبياء، وإن كان التزام فروع شريعته ليس عاما. لأن منهم من قاتل غير قومه على الشرك، ولو لم يكن التوحيد لازما لهم لم يقاتلهم، ويحتمل أنه لم يكن في الأرض عند إرسال نوح إلا قوم نوح فبعثته خاصة لكونها إلى قومه فقط وهي عامة في الصورة لعدم وجود غيرهم لكن لو اتفق وجود غيرهم لم يكن مبعوثا إليهم٢، لكن نبينا صلى الله عليه وسلم بعث إلى الناس كافة. قال صلى الله عليه وسلم: "لا يسمع بي رجل من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار"٣.

قال الطحاوي: وكونه صلى الله عليه وسلم مبعوثا إلى الناس كافة معلوم من دين الإسلام بالضرورة٤، ورسالته صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين. قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ


١ انظر المحرر الوجيز ٣/١٦٨- ١٦٩ طبعة دار الكتب العلمية بيروت تحقيق عبد السلام عبد الشافي عام ١٤١٣هـ.
٢ انظر البخاري مع الفتح ١/٤٣٦- ٤٣٧.
٣ مسلم برقم (١٥٣) ، من حديث أبي هريرة ١/٣٤١.
٤ شرح العقيدة الطحاوية ١/١٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>