للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣٦/٣ - ابن عبد الحكم قال: خطب عمر بن عبد العزيز بخناصرة فقال: " ... في كل يوم تشيعون غاديا إلى الله ورائحا قد قضى نحبه وانقضى أجله ثم تغيبونه في صدع من الأرض غير موسد ولا ممهد، قد فارق الأحباب وخلع الأسلاب وواجه الحساب وسكن التراب مرتهنا بعمله غنيا عما ترك فقيرا إلى ما قدم ... "١.

التعليق:

إن ما أثر عن عمر بن عبد العزيز في الآثار السابقة يدل على إثبات عذاب القبر ونعيمه وإثبات عذاب القبر ونعيمه هو معتقد أهل السنة والجماعة، ولا شك أن الإيمان بذلك واجب، والتصديق به لازم، حسب ما أخبر به الصادق وهو أن الله تعالى يُحْيي العبد المكلف في قبره برد الحياة إليه، ويجعله من العقل في مثل الوصف الذي عاش عليه ليعقل ما يسأل عنه وما يجيب به ويفهم ما أتاه من ربه وما أعد له في قبره من كرامة أو هوان٢. وبهذا دلت النصوص من الكتاب والسنة، قال تعالى:


١ ابن عبد الحكم سيرة عمر ص٤٢٠ ٤٣، وابن الجوزي سيرة عمر ص٢٥٩- ٢٦٠، وأبو نعيم في الحلية ٥/٢٩٤، وأبو حفص الملاء ٢/٤٥٠.
٢ انظر التذكرة للقرطبي ص١٣٧. ط. دار الكتب العلمية بيروت ط. الثانية عام ١٤٠٧هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>