للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ةٌ} ١، وعن صهيب قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النارِ النارَ ينادي مناد ياأهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه فقالوا: ألم تبيض وجوهنا وتثقل موازيننا وتجرنا من النار. قال: فيكشف الحجاب فينظروا إليه فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل"٢.

وقال سبحانه وتعالى مبينا عن مصير الكفرة في ذلك اليوم العسير عليهم: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} ٣، روي عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى أن الله لما حجب الكفرة عن رؤيته دل على أن المؤمنين يرونه٤، وقد ثبت في السنة الصحيحة رؤية الله تعالى في يوم القيامة، فعن جرير بن عبد الله البجلي قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر قال: "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته ... " فهذا بيان بليغ وتأكيد عجيب أكده بأن وبالفعل


١ الآية ٢٦ من سورة يونس.
٢ مسلم بشرح النووي ١/٣٩٣، برقم (٢٩٧) .
٣ سورة التطفيف الآية ١٥.
٤ انظر شرح العقيدة الطحاوية ١/٢١٢ ورواه البيهقي في مناقب الشافعي ١/٤١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>