للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففسر الرؤية بالانتظار والتوقع، وهذا لا يسلم له، لأن النظر إذا تعدى بنفسه فمعناه التوقع، والانتظار، كقوله تعالى: {انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ} ١، وإن عدِّي بفي فمعناه: التفكر والاعتبار قال تعالى: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} ٢، وإن عدي بإلى فمعناه: المعاينة بالأبصار كقوله تعالى: {انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ ... } ٣، فلا دليل له فيما ذهب إليه ٤.

هذا وقد أثبت الأشاعرة رؤية الله تعالى في الجنة لكنهم أنكروا لازمها حيث قالوا: إنه يُرى لا في جهة، وزعموا أن الرؤية قوة يجعلها الله في خلقه لا يشترط فيها مقابلة المرئي ولا كونه في جهة وحَيز ولا غير ذلك٥.


١ الآية ١٣ من سورة الحديد.
٢ الآية ١٨٥ من سورة الأعراف.
٣ الآية ٩٩ من سورة الأنعام.
٤ انظر: شرح كتاب التوحيد ص ١٦٣، وانظر الجنة والنار للأشقر، وشرح الطحاوية ص٢٠٣.
٥ انظر شرح جوهرة التوحيد للقّاني المسماة تحفة المريد للبيجوري ص١١٥، ط دار الكتب العلمية بيرون لبنان ١٤١٤هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>