للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ج- تربية أبنائه

وردت نصوص من الكتاب والسنة تحث على تربية الأبناء وتنشِئتهم النشأة الصالحة ليكونوا طائعين لله في كل ما أمرهم به، وقد اهتم عمر بن عبد العزيز بتربية أولاده التربية الصحيحة، فلم يرغب عمر أن ينشأ أولاده في ترف ونعيم، فيجرفهم تيار المجون، والدعة عن اكتساب العلوم، فيروي ابن عساكر عن رجاء بن جميل الإيلي أنه قال: "وكان عمر بن عبد العزيز يَبْدى١ ولده عندنا بالمدينة، وكان يأمر قيِّمه عليهم يكسوهم الكرابيس٢، والبتوت٣، وإذا حملهم من منزلهم إلى منزل حملهم على الحمر الأعرابية"٤.

وكان هذا بعد ما أخذوا حظهم من التربية المستقيمة في بيته ثم جعل يتعاهدهم ويكتب إلى مؤدبهم رسائل، ومنها هذه الرسالة الآتية:

"من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى مولاه، أما بعد: فإني اخترتك على علم مني بك لتأديب ولدي، فصرفتهم إليك عن غيرك من موالي، وذي


١ يبدى من البداوة وهو خلاف الحضر. وتبدى أقام بها، وتبادى: تشبه بأهلها. انظر معجم مقاييس اللغة ١/٢١٢.
٢ الكرباس: بالكسر ثوب من القطن الأبيض والنسبة: كرابيس وهو فارسي معرب. انظر القاموس المحيط ص٧٣٥.
٣ البت: هو الطيلسان من خز ونحوه وبائعه بتى. القاموس المحيط ص١٨٨.
٤ ابن عساكر: تاريخ دمشق مجلد ١٣ ص١٥١، أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>