للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال مجيبا الملائكة بعد إخبارهم أنه جاعل في الأرض خليفة واستفهامهم قال: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ} ١، ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم لرجل سأله بقوله يارسول الله أعلِمَ أهل الجنة من أهل النار؟ قال صلى الله عليه وسلم: "نعم"، قال: ففيم يعمل العاملون؟ قال: "كل ميسر لما خلق له"٢.

ن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين فقال: "الله أعلم بما كانوا عاملين"٣.

فنصوص الكتاب العزيز والسنة الصحيحة متضافرة على إثبات علم الله تعالى المحيط بكل شيء {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} ٤، وقد كانت القدرية الأولى الذين ظهروا في أواخر عهد الصحابة وامتد بقاؤهم إلى زمن خلافة عمر بن عبد العزيز ينكرون هذه المرتبة كما مر في محاورة عمر لغيلان عن العلم. وكان السلف يكفرون من ينكر هذه المرتبة إذا


١ الآية ٣٠ من سورة البقرة.
٢ مسلم برقم ٢٦٤٩، ٦/١٥١، والبخاري بلفظ: أيعرف أهل الجنة من أهل النار؟ انظر البخاري مع الفتح ١١/٤٩١، برقم (٦٥٩٦) .
٣ متفق عليه، البخاري مع الفتح ١١/٤٩٣، برقم (٦٥٩٧) ومسلم ٦/١٦٠-١٦١برقم (٢٦٥٩)
٤ الآية ١٤ من سورة الملك.

<<  <  ج: ص:  >  >>