للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في قوله تعالى: {وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّك} ١، قال: الذين لا يختلفون خلقهم الله عز وجل للرحمة٢. فهذه الآية تتضمن خلق العباد وأعمالهم.

وكتب إلى عدى بن أرطأة أما بعد: فإن استعمالك سعد بن مسعود على عمان من الخطايا التي قدر الله عليك وقدر أن تبتلى بها٣ وهذا الذي قرره عمر رحمه الله تعالى هو الذي يدل عليه الكتاب والسنة وإجماع العقلاء كلهم. فمن الكتاب قوله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} ٤، وقال عز وجل: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} ٥.

وقال صلى الله عليه وسلم مجيبا من سأله: أرأيت ما يعمل الناس فيه ويكدحون أشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قدر سابق أو فيما يستقبلون مما أتاهم به


١ الآية ١١٨- ١١٩ من سورة هود.
٢ ابن عبد الحكم سيرة عمر ص٧٤، والفريابى في القدر ورقة أ ١٥.
٣ عبد الرزاق في المصنف ١١/١٢٢.
٤ الآية ٦٢ من سورة الزمر.
٥ الآية ٩٦ من سورة الصافات.

<<  <  ج: ص:  >  >>