للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا المأثور عن عمر هو الحق الذي يدل عليه الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح. فالإيمان عند أهل الحق: قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالأركان.

فمن الأدلة الدالة على أن الإيمان قول باللسان قوله تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ} ١. وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على الله"٢.

ومن الأدلة على أن أعمال القلوب من الإيمان قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ... } ٣، والوجل من أعمال القلوب. وقد سمى في الآية إيمانا.

ومن الأدلة على أن أعمال الجوارح من الإيمان قوله تعالى: { ... وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُم ... } ٤، يبين ذلك سبب نزول الآية حين سئل


١ الآية ١٣٦ من سورة البقرة.
٢ البخاري مع الفتح٣/٢٦٢، برقم (١٣٩٩) ، ومسلم١/١٦٨- ١٦٩، رقم (٣٢) .
٣ الآية ٢ من سورة الأنفال.
٤ الآية ١٤٣ من سورة البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>