للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثالث: أنه يشهد بالجنة لهؤلاء ولمن شهد له المؤمنون كما في الصحيحين أنه مر بجنازة فأثنوا عليها بخير فقال النبي صلى الله عليه وسلم وجبت. ومر بأخرى فأثنوا عليها بشرّ فقال: وجبت، وفي رواية كرر: وجبت ثلاث مرات. فقال عمر: يا رسول الله ما وجبت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا وجبت له النار. أنتم شهداء الله في الأرض١.

وقال صلى الله عليه وسلم: "توشكون أن تعلموا أهل الجنة من أهل النار"، قالوا: بم يارسول الله؟ قال: "بالثناء الحسن والثناء السيئ"٢. فأخبر أن ذلك مما يعلم به أهل الجنة وأهل النار٣.

والذي يترجح هو القول الثاني، الذي ينص على أنه يشهد بالجنة لكل مؤمن جاء النص فيه ,. وأما كون الثناء الحسن الصادر حكمها من النبي صلى الله عليه وسلم فيحتمل أن ذلك مما اطلع عليه بالوحي ولا يقاس غيره عليه.

وأما الحديث الثاني توشكون، ... ففيه أن الثناء الحسن والسيئ من أمارات من يدخل الجنة ومن يدخل النار، ومعروف أن الثناء لوحده أو


١ البخاري مع الفتح ٣/٢٢٨-٢٢٩، برقم (١٣٦٨) ، ومسلم ٣/١٨-١٩. رقم (٩٤٩) .
٢ أخرجه ابن ماجة (٤٢٢١) ، وأحمد ٣/٤١٦، و٦/٤٦٦.
٣ شرح العقيدة الطحاوية ٢/٥٣٧- ٥٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>