الأهواء كما تجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله"١.
فالهوى لازم لأهل البدع ولا ينفك عنهم بحال من الأحوال كما هو المشاهد والملموس عن كثب نسأل الله تعالى السلامة والثبات على الحق.
ومن علامات أهل البدع الواردة عن عمر سمة معارضة السنة بالقرآن وهذه صفة من صفات الخوارج وغيرهم من أهل البدع، والأهواء فيبين عمر رحمه الله تعالى معرضا بهؤلاء بأن ما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه من بعده يعتبر الأخذ به اعتصاما بكتاب الله وأنه لا يسوغ لأحد تبديل تلك السنن أو تغييرها أو النظر في أمر خالفها. ولا شك أن ما حرمه الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته فهو مثل ما حرمه الله في كتابه قال عليه السلام: "ليوشك الرجل متكئا على أريكته يحدث بحديثي فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله ما وجدنا
١ رواه أبو داود بهذااللفظ٤ /١٩٨ وأحمد في المسند٤ /١٠٢ وروى ابن ماجة جزءا منه٢ / ١٣٢١ وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة ١/١٢٧. الكلب: الذي يكلب بلحوم الناس، يأخذه شبه جنون فإذا عقر إنسانا كلب، فيقال رجل كلب، ورجال كلبي انظر معجم مقاييس اللغة ٥/١٣٣.