للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهل سمعت كلامه؟ قال: لا. قالوا: فشممت له رائحة. قال: لا. قالوا: فوجدت له حسا. قال: لا. فوجدت له مجسا. قال: لا. قالوا: فما يدريك أنه إله؟ قال: فتحير الجهم فلم يدر من يعبد أربعين يوما ثم إنه استدرك حجة مثل حجة الزنادقة النصارى وذلك أن زنادقة النصارى يزعمون أن الروح الذي في عيسى هو روح الله من ذات الله فإذا أراد أن يحدث أمرا في بعض خلقه تكلم على لسان خلقه فيأمر بما يشاء وينهى عما يشاء، وهو روح غائبة من الأبصار.

فاستدرك الجهم حجة مثل هذه الحجة فقال: ألست تزعم أن فيك روحا. قال: نعم. فقال: هل رأيت روحك. قال: لا. قال: فسمعت كلامه. قال: لا. قال: فوجدت له حسا. قال: لا. قال: فكذلك الله لا يرى له وجه ولا يسمع له صوت ولا يشم له رائحة وهو غائب عن الأبصار ولا يكون في مكان دون مكان ووجد ثلاث آيات من المتشابه قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} ١، {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ} ٢، {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ} ٣، فبنى أصل كلامه على هذه الآيات


١ الآية ١١ من سورة الشورى.
٢ الآية ٣ من سورة الأنعام.
٣ الآية ١٠٣ من سورة الأنعام.

<<  <  ج: ص:  >  >>