للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجم بالغيب، وتجاوز لحدود العقل، والله يقول: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} ١.

ومن سمات أهل البدع الواردة عن عمر التأويل الفاسد لآيات الكتاب وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي لا توافق أهواءهم، ولا شك أن التأويل مسلك خطير ركبه الباطنية والمتصوفة، والزنادقة، وأهل الكلام، وهو موروث عن اليهود حيث أمروا بأن يقولوا حطة فقالوا حنطة. والتأويل الفاسد هو الذي أفسد الدين، والدنيا وهو الذي ركبه اليهود والنصارى، وحرفوا به نصوص التوراة والإنجيل، وحذرنا الله، أن نفعل مثلهم. وأبى المبطلون إلا سلوك سبيلهم، وكم جنى التأويل الفاسد على الدين وأهله من جناية، فهل قتل عثمان رضي الله عنه إلا بالتأويل الفاسد! وكذا ما جرى في يوم الجمل، وصفين، ومقتل الحسين رضي الله عنه، والحرة؟ وهل خرجت الخوارج، واعتزلت المعتزلة، ورفضت الروافض، وافترقت الأمة على ثلاث وسبعين فرقة إلا بالتأويل الفاسد٢.


١ الآية ٣٦ من سورة الإسراء.
٢ انظر شرح العقيدة الطحاوية ١/٢٠٨- ٢٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>