للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٦١/٦- ابن عبد الحكم أيضا قال: بعث عمر بن عبد العزيز محمد ابن الزبير الحنظلي١ إلى شوذب الحروري٢، وأصحابه حين خرجوا بالجزيرة٣، قال: فكتب معنا إليهم كتابا، فأتيناهم فأبلغناهم رسالته وكتابه، فبعثوا معنا رجلين منهم أحدهما من بني شيبان والآخر في حبشية، وهو أشد الرجلين حجة ولسانا. فقدمنا بهما إلى عمر بن عبد العزيز وهو بخناصره فصعدنا إليه في غرفة فيها ابنه عبد الملك وكاتبه مزاحم، فأعلمناه مكانهما فقال: ابحثوهما إن لا يكون معهما حديدة، ثم أدخلوهما ففعلنا، فلما دخلا، قالا: السلام عليكم ثم جلسا، فقال لهما عمر: أخبراني ما أخرجكما مخرجكما هذا؟ وأي شيء نقمتم علينا؟ فقال الذي في حبشية: والله ما نقمنا عليك في سيرتك فإنك لتجرى العدل والإحسان، ولكن بيننا وبينك أمر إن أعطيتناه فأنت منا ونحن منك، وإن منعتنا فلست منا ولسنا منك. قال عمر: وما هو؟ قال: رأيتك خالفت أعمال أهل بيتك


١ محمد بن الزبير الحنظلي البصري متروك من السادسة. مدس، تقريب التهذيب ص٤٧٨.
٢ شوذب هو بسطام اليشكري خرج سنة ١٠٠هـ في ثمانين رجلا. انظر تاريخ ابن الأثير ٤/١١٥.
٣ الجزيرة: هي التي بين دجلة والفرات، وتشتمل على ديار بكر ومضر. انظر معجم البلدان ٢/١٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>