للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقروا به حجة عليهم فيما أنكروه"١. ولعل عمر بن عبد العزيز أول من نهج هذا النهج في سؤال القدرية عن العلم، ثم صار هذا المنهج منهجا لأهل السنة والجماعة بعده وقد استدل رحمه الله في ردوده على غيلان بآيات صريحة في الرد على المكذبين بالقدر وهي قوله تعالى: {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِين إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ} ٢. قال ابن جرير رحمه الله في تفسير هذه الآيات يقول تعالى: فإنكم أيها المشركون بالله وما تعبدون من الآلهة والأوثان ما أنتم عليه بفاتنين أي بمضلين أحدا إلا من سبق في علمي أنه صال الجحيم٣.

وقد بيّن عمر رحمه الله في خطبه ورسائله أن الله تبارك وتعالى هو الهادي وهو المضل. وهذا ما جاء في الكتاب العزيز. قال تعالى: {مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} ٤. وغيرها من الآيات وقد كانت القدرية تنكر أن يكون الله تعالى هو الهادي وهو الفاتن وإنما العبد


١ جامع العلوم والحكم لابن رجب ص٣٠.
٢ الآيات ١٦١-١٦٣ من سورة الصافات.
٣ جامع البيان للطبري ٢٣/١٠٩.
٤ الآية ٣٩ من سورة الأنعام.

<<  <  ج: ص:  >  >>