للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دخلت على عمر بن عبد العزيز فقال لي: من أين أنت؟ فقلت: من أهل بلخ١، فقال: كم بينك وبين النهر؟ قلت: كذا وكذا فرسخا. فقال: هل ظهر من وراء النهر رجل يقال له جهم؟ قلت: لا. قال: سيظهر من وراء النهر رجل يقال له جهم يهلك خلقا من هذه الأمة، يدخلهم الله وإياه النار مع الداخلين٢.

التعليق:

الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في هذا المبحث آثار عامة أوردها علماء السلف في ردهم على الجهمية، ولاشك أنها تعتبر ردا على جميع المبتدعة، وذلك في أمره رحمه الله بالتمسك بما تدل عليه الفطرة من إثبات ما للخالق من صفات الكمال ونعوت الجلال، كإثبات الفوقية والعلو، وغير ذلك مما تدل عليه الفطرة السليمة. وكذلك أمره بالنهي عن


١ بلخ: - بفتح الباء وسكون اللام- مدينة مشهورة بخراسان. انظر معجم البلدان ١/٤٧٩.
٢ اللالكائى شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ٢/٤٢٥، وقال محقق الكتاب: ويبدو على ظاهر الرواية الوضع لأن عمر توفي قبل خروج الجهم بحوالي ثلاثين سنة تقريبا والغيب لا يعلمه إلا الله، وقد تقدم الأثر في مبحث الحكم على المعين بالجنة أو النار.
وعبد الرحمن هو عبد الرحمن بن أبي حاتم.

<<  <  ج: ص:  >  >>