٢- وقسم قد خرجوا عن الحدود المرسومة لهم بعهودهم فتطاولوا على المسلمين، وتلبسوا بحالات تشبهوا فيها بالمسلمين في أزيائهم ومراكبهم، فرأى عمر أن في ذلك خروجا منهم عن مكانتهم بحسب الشروط الواردة في عهودهم.
٣- وقسم قد وَلّوا مناصب هامة في جبابة الزكاة، والفيء، والمواريث، فرأى عمر أن هذا خروج عن العهد الذي عليهم وهو دفع الجزية عن يد وهم صاغرون. فأعادهم إلى عهدهم ومكانهم. فعمر رحمه الله تعالى يعزل من لا يثق في عقيدته، وقد كانت معاملته مع أهل الذمة مضرب المثل في العدالة. وقد تقدم في فضائله شيء من ذلك. ولم يأمر أهل الذمة بأن يلبسوا لباسا خاصا إلا لحرصه عليهم من أن يصيبهم مكروه ولو خطئا، لأن المسلمين مطالبون بفرائض وواجبات عليهم أن يؤدوها، ولم يكن هناك ما يحدد الهوية فإن لم يتميز الأشخاص بملابسهم وهيآتهم لوقع اللبس، كمن يقف مثلا خارج المسجد والصلاة تصلى وهو يلبس ملابس المسلمين فلا شك أن ذلك يوجب المساءلة والاتهام أما إذا كان يلبس ملابس أهل الذمة فلا يتهم١ ويمكن أن يكون ذلك من باب التصغير لهم والتحقير لعلهم يسلمون أو يبقوا مكسورين والله أعلم.
١ انظر: البورنو قدوة الحكام والمصلحين عمر بن عبد العزيز ص٥٥٢.