للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونستأنس هنا لتأكيد ما وصلت إليه هذه الدراسات في عدم وجود محاولة من القرآن نحو إثبات وجود الله برأي فضيلة مولانا العارف بالله الدكتور عبد الحليم محمود، يقول:

أشهد أن لا إله إلا الله، وجه الإسلام الأذهان في عنف وفي قوة إلى التوحيد لا إلى إثبات الوجود، لقد وجه الأذهان إلى أن الله لا يحتاج في إثباته وفي وجوده إلى دليل وصور -على العكس- هو الدليل على غيره، فغيره ثابت به، والعالم ثابت به، والسموات والأرض والعرش والكرسي، كل ذلك موجود بوجوده ثابت بثباته، والوجود بأكمله محتاج في كل لحظة إليه فضلا عن احتياجه إليه في نشأته الأولى ووجوده الأصلي.

أما في القرآن مما تخيله بعض الناس استدلالا على وجود الله فليس إلا بيانا لمظاهر قدرة الله وعنايته بالعالم ومن ذلك مثلا:

{وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} .

إن ذلك وكثيرا غيره إنما يذكر ليبين عظمة الله وجلاله وقدرته، ويبين رحمته بعباده وعنايته بهم.

وما من شك في أنه يمكن أن يؤخذ من ذلك أدلة كثيرة على وجود الله.

وما من شك في أن الأدلة التي تؤخذ من ذلك يمكن أن تصاغ في أسلوب منطقي في قياس يشتمل على المقدمات والنتائج، ويكون

<<  <   >  >>