للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

متفقا مع قواعد المنطق الأرسطي ومبادئه ولكن ذلك لن يكون قط تصويرا لهدف من أهداف القرآن الكريم.

فالقرآن الكريم لا يضع قط وجود الله موضع الشك حتى يحتاج إلى الاستدلال عليه.

ومن القصص التي تروى على أنحاء شتى وبأساليب مختلفة تتفق في الجوهر وتختلف في الرسم، ما يحكى من أن بعض مشاهير العلماء ألف كتابا ضخما في إثبات وجود الله فأقام له أصدقاؤه حفلة تكريم من أجل عمله هذا الضخم، ومر بهم بعض الصالحين فأخذوا يحدثونه عن عبقرية المؤلف فسأل.

ومتى غاب الله حتى يكون في حاجة إلى إثبات؟

فوجم الجميع، ولم يستطع المؤلف الإجابة وتركهم الرجل الصالح وهو يردد:

قل: الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون١.

هذه شهادة عالم متخصص عاش الفلسفة حياتها بالطول والعرض والعمق والغاية انتهى إلى أن القرآن لا يستشير الإنسان في أية قضية من القضايا التي جاء بها الوحي، ولا يحتكم الوحي إلى الإنسان باعتباره حكما في أي مبدأ من مبادئه، ولا يطلب منه مشورة في أية قاعدة من القواعد التي شرعها. بل هذه الأوهام لا تدور بخلد المتدين قط.


١ الإسلام والإيمان: ٢٠٨، ٢١٢.

<<  <   >  >>