للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك أن الوحي نزل على أنه رسالة السماء النهائية إلى العالم ونزل يبلغ أن هذه الرسالة صدق كلها، حق جميعها، ليس فيها مبدأ مشكوك فيه، ولا قضية تحتمل الصدق والكذب، وليس فيها جملة زائدة ولا كلمة ليست في موضعها ولا حرف كان يحسن ألا يوجد، كلا، إنها الحق الخالص من اتبعها فقد اهتدى، ومن حاد عنها فقد انحرف ومن ابتغى الهدى في غيرها أضله الله ومن تركها من جبار قصمه الله، لأنها صراط الله المستقيم ونوره اللألاء.

وكل ما ذكره من التفكير والنظر والتدبر إنما أراد به الاعتبار وأراد أن يقول: تفكروا لتروا أن ذلك هو الحق، انظروا لتعلموا أن ذلك هو الخير، أما إذا رأيتم غير ذلك فإنما العيب في بصركم أو في بصيرتكم، إذا رأيتم غير ذلك فإن الفساد في عقولكم وفي تفكيركم.

إذا رأيتم غير ذلك فاعلموا أن فطرتكم فسدت لانحرافكم وأن قلوبكم ران عليها الإثم فضلت وأن عقولكم قد صدئت فأصبحت لا ترى الحق حقا ولا الخير خيرا وأصبحت من الضلال بحيث ترى الخير شرا، والشر خيرا وأصبح أصحابها كالأنعام بل هم أضل سبيلا، كل ذلك لانحرافكم عن الصراط المستقيم١ ... إلخ.

تلك نظرة متخصص في الدراسات الفلسفية زهاء ثلث قرن تقريبا نستأنس بها في نفي ما أنفق فيه المخلصون من المنافحين عن الإسلام


١ الإسلام والعقل: ١٤، ١٥.

<<  <   >  >>