للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عمرا طويلا في إثبات وجود الله، تلك القضية التي لم تواجهها الدعوة الإسلامية عند بدئها.

لقد بدأت الدعوة الإسلامية بالأمر الإلهي، {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} وهذه الآية الكريمة التي بدأ بها الله سبحانه وتعالى الوحي ليس فيها شيء اسمه الاستدلال على وجود الله، وهي بعيدة كل البعد عن جو الاستدلال على وجود الله.

ومسألة الاستدلال على وجود الله والتي كانت تنتظر في مبدأ الوحي -فرضا- والتي لم يكن مبدأ الوحي فيها "العالم حادث" "وكل حادث لا بد له من محدث"، لم يكن هذا أول الوحي، أو هو آية في الوحي أو آية في القرآن.

مسألة وجود الله سبحانه وتعالى إنما هي ثقافة انحراف ابتدعها الملاحدة وتشبثوا بها، إن الفطرة تعترف تلقائيا بوجود الله.

ومن الملاحظ عبر التاريخ أن الأنبياء جميعا كانوا يأتون لبيان الاعتقاد في وجود الله إذا أمكن هذا التعبير بمعنى أن آدم عليه السلام، أتى التوحيد ثم انحرفت الإنسانية من بعده.

إلى أي شيء انحرفت؟

لم تنحرف إلى إنكار الله.

ولكنها انحرفت إلى التعدد.

وأتى نوح عليه السلام بالتوحيد، ثم انحرفت الإنسانية إلى التعدد أيضا.

<<  <   >  >>