للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتمضي اللمسة القرآنية تستحث المشاعر نحو استخلاف الجنس البشري لهذه الأرض يخلف بعضهم بعضا. إن هذه الخلافة تذكرهم بقصتين:

أ- الطوفان الذي طهر الله به الأرض من الكفرة عبدة الأوثان، والأصنام في عهد نوح.

والمعاندون على هذه الصفة وأسباب إهلاكهم قائمة ومماثلة.

ب- التناسل وهو من منح الله وعطاياه لو شاء لجعل المعاندين عقما.

إن نواميس الاجتماع والاستخلاف مرتبطة بالتناسق الفذ الذي أوجده الله في هذا الكون.

والله هو الذي قدر الموت والحياة واستخلف جيلا بعد جيل ولو لم يحدث هذا الاستخلاف لأبطأ سير الحياة وتعطل عمل العقل والتفكير لأن تجدد الأجيال هو الذي يسمح بالمحاولات والتجارب وتجدد أنماط الحياة دون تصادم بين طريقة التفكير للسالفين وطريقة التفكير للحاضرين فلو عاش الكل لتضخم التصادم، وكثرت الاعتراضات وازدحمت الحياة بالشلل وتوقف الركب عن السير.

لعلها حقيقة موجودة يلمسها الفكر ولكنكم قليلا ما تذكرون؟

وهم يسلكون فجاج الأرض، برا وبحرا ويضربون في الأرض بتجارتهم ليلا ونهارا برا وبحرا، فمن يهديهم في ظلمات البر والبحر؟

من أودع في كيانهم القوى المدركة للتعرف على سبل الهداية؟

<<  <   >  >>