للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- وإلى الوجدان يستحثه لينتفض العقل من ثباته.

ويهيج المشاعر بحقائق الكون وحقائق النفس ويضعها جميعا أمام مشاهدات الحس والوجدان.

{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} ١.

ذلك رد على سؤال سابق:

{أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ} .

وهو سؤال استنكار وتهكم؛ لأنهم يعرفون أن آلهة الأرض اتخذت زلفى، ولكن تسميتها آلهة وهي عاجزة عن الفعل بالمشاهدة والواقع هو ما يريد القرآن أن يلفت أنظارهم إليه.

إن الوصف بالألوهية مرتبط بالفعل وانتظام الكون لا يصدر إلا عن إرادة واحدة والإرادة الواحدة لا تصدر إلا عن إله واحد.

والكون قائم على ناموس واحد وترتبط جميع أجزاء الكون بهذا الناموس الواحد، وهو من صنع إرادة واحدة لآله واحد, فلو تعددت الذوات لتعددت الإرادات. إذًا تعددت النواميس تبعا لتعدد الإرادات, والإرادة هي مظهر الذات والناموس مظهر الإرادة النافذة, فإذا ما تعددت النواميس التي تنسق الجهاز الكوني تتصادم وتختلف وتضطرب الموجودات فيفسد العالم على فرض وجوده, وذلك شعور يحس به الفرد إذا تعددت إرادته البشرية نحو فعل شيء معين.


١ الآية رقم ٢٢ من سورة الأنبياء.

<<  <   >  >>