أما العنصر الثاني فهو نقلة بعيدة كيف انتقلت خلية مثل الميكروب حجما وحياة إلى خلقه كاملة سوية ثم تشكلت ذكرا أو أنثى حسب ما أودع في النطفة الأمشاج من خصائص أودعها الحكيم الخبير، هذه النقلة من النطفة على ضعفها إلى النوعين المتمايزين بعيدة المدى في إحداث رجة عنيفة في التفكير فأين الخلية الواحدة من ذلك الكائن المعقد التراكيب الدقيق التأليف الكثير الأجهزة المتعدد الوظائف، المختلف في العقل والمزاج واللون والطول والعرض والعواطف.
أين الخلية الضعيفة التافهة من ذلك الإنسان الذي كرمه ربه ونعمه؟
وأين الذين يشركونهم مع الله في العبادة من هذا التدبير الإلهي؟
ومع هذا فما تحمل من أنثى مطلقا بشرا أو حيوانا ... إلخ, ولا تضع كذلك إلا بعلمه, وعلم الله بكل حمل وكل وضع في هذا الكون المترامي الأطراف شامل ومحيط.
وكيف تصل عبقرية البشر إلى إدراك جميع الأحياء في هذا الكون من شجر وطير وحيوان وإنسان في البر والبحر أو في الهواء على اختلاف أجسامها وأشكالها وأنواعها وأجناسها وديارها وأزمنتها, ليتابع من عمر أو نقص من عمره؟