للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن كل فرد من أفراد هذا الحشد لا يعلمه إلا الله خالقه ومدبر أمره، وإن ذلك العلم المحيط بكل ما في الوجود لا يكلف جهدا عسيرا {إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} ١.

وعمر كل ما في الوجود إذا جاء أجله لا يؤخر ساعة ولا يستقدم ساعة.

{لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ} ٢.

ولا يملك أحد غير الله جل جلاله أن يقدم أو يؤخر {إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} ٣.

فأين ما يعبدونه من دون الله وهذا التدبير البديع المحكم الفسيح؟ الأولاد:

الأولاد أو الذرية مظهر من مظاهر العطاء والحرمان وعلامة من علامات المنح والمنع, فمن الذي يهب الذرية؟

إنها رزق من عند الله وهي زينة الحياة الدنيا, وجعلها الله قرينة النفس الإنسانية, فمن الذي يرزق الناس الأولاد؟

لقد افتتحت الآية بأن لله ملك السموات والأرض وهو افتتاح منبه للعقول؛ لإدراك كل جزئية تأتي فيما بعد في محيط هذه الملكية


١ راجع في ظلال القرآن ج٢٢ ص١١٤-١١٦, راجع فصل كيف بدأت الحياة من كتاب: العلم يدعو للإيمان ص١٠١.
٢ من الآية رقم ٤٩ من سورة يونس.
٣ من الآية رقم ٤ من سورة نوح.

<<  <   >  >>