إن المنهج القرآني هنا يكثر من عرض حقيقة الرزق الذي يختص الله بمنحه للناس ليتخذ منه برهانا على ضرورة إفراد الله سبحانه بالتسلط والتصرف والحاكمية والعبادة لجلاله وحده فإن الخالق الرازق الكافل هو وحده الحقيق بأن تكون له الربوبية والسلطان والعبادة.
الثانية: أن سلطة التشريع خاصة بالله وحده.
وهنا يحشد السياق في هذه الآيات مشاهد الزرع والثمار.
والأنعام وما فيها من نعم الله ليرد على عنجهية الجاهليين الذين يدعون أن الله حرم هذا وتلك هي الفكرة الثانية التي يريد القرآن أن يصححها في مجال العقيدة فيبرهن على أن الحاكمية والتحليل والتحريم ليس خاضعا لهوى الكهنة والسدنة والرؤساء، وإنما هو خاضع لسلطان الله جل شأنه على لسان نبيه الخاتم.
وهنا يكشف السياق عن السخف الذي لا يمكن تعليله ولا الدفاع عنه فيستخرج مكامن الأوهام الجاهلية فيلقي ضوءا على ما أودعه الله في الأنعام من آلاء ونعم ليخجل الجاهليون من عقليتهم لو كانوا منصفين١.