للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والجو الصحراوي حيث ينعدم التحرك الاقتصادي يلقي ظلالا واسعة على فهم هذه النعم حيث يجري الواحد منهم خلف ناقته باحثا لها عن مرعى فيدرك معنى السؤال نبئوني بعلم؟

هذه الشئون لا يكفي فيها الظن ولا التخمين فمن أين جاءكم هذا التحريم؟

هل شهدتم وصية من الله لكم خاصة بهذا التحريم؟ فيرتد الوجدان الصادق والعقل المدرك إلى صواب في العقيدة والعبادة؟

لقد ردهم القرآن بهذه الآيات إلى المصدر الحقيقي للحرث والأنعام التي يتنعمون بها ليعبدوه جل شأنه وذلك لصلاح حالهم ودينهم فالله غني عن العباد عبدوا أو جحدوا.

ومع هذا البيان يبدو عرض نعم الله على عباده أخاذا بالنفوس مسيطرا على الوجدان تنفعل له الأسارير رغبا أو رهبا.

ومع هذا الحنان والرفق تأتي حملة السياط التي تلدغ الوجدان بإيقاعاتها ورنينها وأدواتها الهائلة؛ السموات والأرض والشمس والقمر والليل والنهار والبحار والأنهار والأمطار والثمار؟

يقول الله تعالى:

{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ,

<<  <   >  >>