للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} .

هنا لا تعرض قضية التوحيد عرضا فلسفيا ميتا فيزيقيا جافا ميتا إنما نعرضها الآيات في المجال الحركي المؤثر الموحي بالواقعية المشاهدة في الكون ولمسات الفطرة وبديهيات الإدراك مع جمال العرض واتساق النظم البديع.

كل هذه الأكوان: السموات والأرض والماء الذي ينزله الله من السماء والثمرات التي ينبتها الله والفلك التي سخرها الله في البحر وسخر البحر ليحملها وسخر الأنهار تأكلون منها لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها.

والشمس والقمر والليل والنهار وكل نعم الله التي لا تحصى كل هذا سخر للإنسان؟ فكل هذا الكون الهائل سخر لهذا المخلوق الصغير.

وبعد ذلك أيجعلون لله أندادا؟

الخلقية العربية التي تعرف احترام الجميل وذكر المعروف تنكر هذه الآلاء التي منحها الله بلا حساب؟ وتقابلها بالجحود والنكران؟

الإنسان كمخلوق الله يعجز عن إدارة شئون حياته ما لم تدركه رحمة الله وفضله ويحس هذا في كيانه وظروف معيشته أيقابل نعم الله بالكفر والإشراك؟


١ الآيات من رقم: ٣٢- ٣٤ من سورة إبراهيم.

<<  <   >  >>