للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبيت القصيد في هذا الرضا.

أولا: أن أبا أمية بن المغيرة هو الذي اقترح التحكيم لأول داخل، وهو يومئذ أسن قريش كلها.

وقبول رجل مثل هذا له وزنه الاجتماعي والتاريخي.

ثانيا: أن المتخاصمين لم يشذ منهم واحد في قبول التحكيم.

ثالثا: أنهم لم يناقشوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- في تحديد طرف الثوب لكل وكيل قبيلة.

رابعا: أنه هو وحده الذي رفع الحجر من الثوب أو من ثوبه ووضعه بيده المباركة الشريفة الطاهرة.

صحيح وقع نزاع من رجل شاء أن يعاون الرسول صلى الله عليه وسلم بحجر يشد به الركن عندما نحاه العباس وقدم هو الحجر، ولكنه نزاع بعد الرضا بالتحكيم وتنفيذه وهو نزاع لم يثر شبهة ما حول إجماع الناس على قبولهم حكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم.

ثم هو نزاع من رجل إبليسي، أو هو إبليس تشبه برجل كما ذهب إلى ذلك ابن١ سعد في الطبقات والأرزقي٢ في أخبار مكة.

لقد كانت صيحة أخرس وفعلة شيطان وكانت خرقاء جوفاء لم تحمل في أعقابها أثرا، واستقرت الثقة الكاملة من المجتمع في محمد صلى الله عليه وسلم, هذا الأمين قد رضينا به.


١ راجع الطبقات الكبرى ج١ ص١٤٦.
٢ أخبار مكة للأرزقي ج١ ص١٦٤.

<<  <   >  >>