للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيردد لقريش وللدنيا كلها من بعد ما قاله إخوانه الأنبياء: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} .

لقد قالها نوح.

وقالها هود.

وقالها صالح.

وقالها لوط.

وقالها شعيب.

وهو نص واحد لا يتغير ولا يتبدل:

{وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} ١.

لقد طمأنهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه لا يريد شيئا من حطام الدنيا فما له فيها من مأرب وما يطلب منهم أجرا جزاء دعوتهم وهدايتهم إلى الله, إنما هو يطلب أجرا من رب الناس الذي كلفه دعوة الناس إلى الصراط المستقيم.

ذلك هو طريق الأنبياء جميعا وهو تنبيه يبدو أنه كان ضروريا للدعوة الصحيحة حتى تتميز عما عهده الناس من الكهان ورجال الأديان من استغلال الدين لسلب أموال العبادة, وهو توضيح لطبيعة الدعوة وبيان للشرف النبيل الذي يصطلح به الداعية المنتسب إليها٢.


١ "١٠٩، ١٢٧، ١٤٥، ١٦٤، ١٨٠" من سورة الشعراء.
٢ في ظلال القرآن ج١٩ ص٩٩، ١٠٠.

<<  <   >  >>