للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وينفي الرسول -صلى الله عليه وسلم- كذلك أن تكون الدعوة مصدر تمويل وارتزاق، لقد ضمن الله سبحانه وتعالى الرزق لكل مخلوق.

{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} ١.

فالدعوة الإسلامية ليست هدفا يرتزق الناس بها.

{قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ} ٢.

فنفى أن هاتيك الخزائن مفوضة إليه يتصرف فيها كيفما شاء استقلالا أو استدعاء.

ونفى أنه لا يقول بعلم الغيب فذلك من خواص الألوهية.

ونفى أنه يدعي الملكية٣.

لقد نفى ذلك مع وضوحه تبريا عن كل باطل يشوش على هدف الدعوة التي تقصد إلى توحيد الله تعالى وتنزيهه.

وعرضوا عليه أن يكذب عن سب آلهتهم ثم يقتسموا معه العبادة سنة وسنة، لآلهتهم سنة وللذي يدعو إليه سنة أخرى٤.


١ الآية رقم ٦ من سورة هود.
٢ الآية رقم ٥٠ من سورة الأنعام.
٣ روح المعاني ج٧ ص١٥٥.
٤ فتح الباري ج١٠ ص٣٦٤, أسباب النزول للواحدي ص٥٠٥, راجع ابن هشام ج١ ص٣٦٢.

<<  <   >  >>