للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

علمية المنهج الإسلامي في العمل مع الجماعة بصورة أجل, وأسمى, وأشمل, وأوسع؛ لأنها تأخذ في مفهوم التعرف على المجتمع التبادل المعرفي بين طبيعة المجتمع وطبيعة الداعية.

لقد تعرف النبي -صلى الله عليه وسلم- على طبيعة المجتمع بأسلوب الممارسة والاشتراك, وهو نمط أقوى في إدراك حقائق الأمور من الدراسات المستعجلة التي يحاول إتقانها الأخصائيون في العصر الحديث.

لقد عاش النبي -صلى الله عليه وسلم- مع المجتمع الذي سينقل إليه الدعوة عيشة المستوعب لثقافة البيئة دون أن يغامس حياة المجتمع في اتجاهاتها التي تؤثر مستقبلا عليه, فهو لم يغفل, ولم ينغمس فيها بل عاش حياة المجتمع الفاضلة, فكان راعيا للغنم عند أمه حليمة.

وكان راعيا للغنم عند قريش على قراريط١.

وكان تاجرا معهم في السوق٢.

وكان قاضيا لهم في مدلهمات الأمور عند وضع الحجر الأسود٣، واشترك معهم في حلف الفضول٤.


١ ابن هشام ج١ ص١٦٧, الحلبية ج١ ص١٤٩, وراجع الطبقات الكبرى لابن سعد ج١ ص١٢٥, البيهقي ج١ ص٣٣٦ دلائل النبوة.
٢ ابن هشام ج١ ص١٨٧, الحلبية ج١ ص١٥٧, الطبقات الكبرى لابن سعد ج١ ص١٢٩-١٣٠.
٣ ابن هشام ج١ ص١٩٧, الحلبية ج١ ص١٧٢.
٤ ابن هشام ج١ ص١٣٣, الحلبية ج١ ص١٥٣, الطبقات الكبرى لابن سعد ج١ ص١٢٨, السيرة لابن كثير ج١ ص٢٥٧.

<<  <   >  >>