وكان سلبيا بالطبع مع الحياة التي لا تتفق مع طبيعته، فقد عصمه الله من كل سوء. لقد كان منفتحا على المجتمع كله بذاته وطهارته, وكان هو كذلك معروفا للمجتمع، لقد كان معروفا منذ اللحظة الأولى التي ولد فيها.
وكان معروفا في فترة رضاعه.
وكان معروفا في فترة حضانته مع أمه.
وكان معروفا في فترة حضانته مع جده وعمه.
لقد كان معروفا وهو طفل.
وكان معروفا وهو غلام.
وكان معروفا وهو شاب.
معروفا بالأمانة, والخلق الرفيع, وكان محل الإكرام والتقدير والتبجيل من كل أطراف المجتمع.
ولم يحظ نبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام, ولم يحظ قط زعيم من الزعماء في الغابر والحاضر والمستقبل بانكشاف تام لحياته الفاضلة، وتعرف كامل على شخصيته الكبيرة الفذة إلا محمد -صلى الله عليه وسلم.
لقد قال فيه أبوه من الرضاع وهو لا يزال طفلا صغيرا: