والحياة مكشوفة بيننا, وأنتم تعرفون عني كل شيء, حتى كيف تزوجت؟ وكيف سافرت؟ وكيف عاشرتكم؟
وأنتم مكشوفون لي عادة وسلوكا وأخلاقا.
ولهذا نفى القرآن عنهم في هذا الاستفهام التأنيبي المزلزل, نفى عنهم التعقل، فإن حياة محمد -صلى الله عليه وسلم- معلومة لهم لا تحتاج في إدراك نبوته إلى علم, فأمانته وصدقه وسطته ونسبه مشهورة معروفة معلومة, وهي كلها تؤهل مع تاريخه المجيد لأن يكون للعالمين رسولا.
ولكنهم لا يعقلون ما يعلمون.
يقول الأستاذ الندوي:
وحياة محمد -صلى الله عليه وسلم- من ميلاده إلى ساعة وفاته معلومة للذين عاصروه وشهدوا عهده, وقد حفظها التاريخ عنهم لمن بعدهم، وهو في حياته لم يحتجب عن عيون قومه.
إن جميع شئون وأطوار حياته: من ولادته, ورضاعه, وطفولته إلى أن صار يافعا وشابا، كل ذلك ظاهر أمره، معلومة تفاصيله، وقد علم التاريخ عن هذا النبي -صلى الله عليه وسلم- باشتغاله في التجارة وكيفية زواجه، وعلم الناس سجاياه في صداقته وفي وفائه للناس قبل النبوة.
واتصلوا به حين اتخذوه أمينا وأقاموه حكما فيما اختلفوا فيه من نصب الحجر الأسود في موضعه من الكعبة, ثم وقفوا على أمره حين حبب